الثلاثاء، 19 أبريل 2011

إلى اللقاء فيتوريو أريغوني ...








من منا كان يعرف فيتوريو أريغوني قبل أن يقتل؟؟!, لا أنا ولا أنت عزيزي القارئ, ومن عرفه هم قليلون, هم بالكاد خلانه ورفقاء دربه,ذلك الدرب الذي عزموا أن يسيروا عليه, فقادتهم قناعاتهم التي آمنوا بها  أيما إيمان, منذ اللحظة التي ولدت, إلى أن يجتازوا عباب البحار لتطأ  أقدامهم تراب غزة المقدس عند الجميع, ممن نادوا بأحقية الأرض.
فيتوريو أريغوني..
نأسف وما يفيدك الأسف الآن بشيء,ولكن فلتعلم بأن قلبك مازال نابضا في القلوب الغزية ,في كل إشراقه غرستها في نفوس محطمة, وابتسامة رسمتها على شفاه طفل يائس بائس.
في كل جهد بذلته تركت بصمات نتذكرك بها  إلى ما حيينا, فالإنسان لا يمت مادام قد خلف وراءه الكثير من الأثر..
بجسدك فاره الطول والبنيان, تعلقت يك أمال غزة بحرية ترفرف في عنان السماء, فغدت تنسج أحلامها حلما يكبر يوم بعد يوم..تحلم بأبطال كبار عظماء , يصارعون الموج, يركبون قارب الخطر في عتمة الليالي, ليكسرون القيد, ليسمحون لضوء الشمس بالعبور,ولنسمات الهواء بالمرور بلا جواز سفر..
من كان ليخيل إليه بأن تقتل على يد من أتيت تاركا بلادك و أهلك  لأجلهم..؟!
صدقني.. هم لا ينتمون إلينا بشيء, وإن كانوا يدعون ذلك, فنحن أسمى وأرقى وأنبل, من ذلك بكثير, والتاريخ خير شاهد..
من قتلك أريغوني .. أراد أن يلوث وجه غزة لا غير, بعدما أغاظه صبرها الطويل, وتضحياتها الجسام, والأيدي المتكاتفة التي تزداد كل يوم, لتضمد جرحها النازف, وتشعل نبراس الحياة في شرايين أستميتت بعدما أعيتها الخطوب...
فيتوريو أريغوني ...
كعادتنا  نحن أهل فلسطين, لا نقول وداعا لأحبتنا الذين يرحلون عنا, معبقين بمسك الأرض..
بل إلى اللقاء...
حتما.. سيكون لقاء لا آخر له..
سلاما لروحك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق